اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

لقد اخترت هذا العنوان لمقالتي هذه لكي نتعرف من خلاله على كيفية التصرف بهذه التسمية وقولبتها بما تتطلبه مصلحة الآخرين في الحط من الشأن الإيزيدي واستغلاله من غير أن يكون لهذا الشأن رأي فيه. وفي الحقيقة ما اثار انتباهي إلى هذا، هو ما ورد على لسان السيد خسرو كوران في مقابلة مع صحيفة "كرستيان سايس مونيتر"، وأثناء زيارته الإضطرارية إلى الشيخ عبدالله الحميدي العجيل في ربيعة بعد تصريحات الأخير بأن الأكراد يحلمون إذا كانوا يطالبون بانضمام سنجار إلى كردستان.
جميل أن نسمع كل هذا لأنه ليس لأحد في الوقت الحاضر، وفي ظل ديمقراطية القتل والتشريد، من أن يمنع الآخرين من سماع الآراء لانه خارج حدود امكانيتهم بفضل التكنولوجيا وتعدد مراكز النشر. فتقول الصحيفة واصفاً محافظة نينوى بأنها "المنطقة المرشحة لمزيد من الانفجار وليست أحداث القحطانية والجزيرة هي النهاية، بل كانت بمثابة انذار نهائي لمشكلة سنجار. فليست كل شيء القاعدة لأن العشائر العربية تخالف هذا الاقتطاع الجغرافي وزرع كيان كردي في منطقة يسكنها العرب السنة". فصحيفة بهذا الشأن وتدلي بمثل هذا التصريح وفي هذا الوقت، يجب ان يحسب لها حساب.
ثم يقول السيد "غوران" حسبما جاء في نص مقال كرستيان ساينس مونير بقوله: أن 90% من سكان سنجار (70 كم تقريباً غرب الموصل) من اليزيديين "والكلام لغوران حسب الصحيفة" ويجب أن يعطوا الخيار في الالتحاق بكردستان بموجب استفتاء تحدده نصوص الدستور. وأن اليزيديون كانوا ضحايا هجمات تفجيرية ضخمة في سنجار والتي قتلت منهم ما يقرب من 500 شخص في الصيف الماضي. ويستمر السيد غوران ليقول "أن الولايات المتحدة قادرة على التوسط في تحقيق بعض المصالحات والصفقات. وأضاف بقوله" نحن يجب أن نجد حلولاً لهذه المشاكل وضمان حقوق الأطراف، ويجب ان لا نكون خائفين". فلنفحص ما جاء في حديث السيد كوران وما يحمل من مفاجآت.
يبدو أن السيد كوران وهو دكتور واستاذ جامعي، مع الاسف، وله خمس سنوات خدمة فعلية في مسئوليته نائباً لمحافظ نينوى، ولا يعلم كم تبعد سنجار (أهم قضاء في محافظة نينوى) عن الموصل، وهو فعلا لا يعلم بذلك. لأن الاوضاع الحالية لا تخضع للشروط والقياسات بقدر ما تخضع للسلطة والقوة، وليس مهما ايضا الابعاد والمسافات، وعلى رأي المثل العامي (ياعمّة، مو البارحة كنتي كنّة). كما يقول بأن تلعفر هي الاخرى كانت لفترة طويلة مسرحا للعمليات الارهابية، نعم صحيح، وهي تقع في الوسط ما بين سنجار والموصل. وعلى قياسات كوران، فإن تلعفر تبعد عن الموصل 35 كم. بينما في حقيقة الامر فإن سنجار تبعد 112 كم عن الموصل وتلعفر تبعد عنها 70 كم. وقد يقول السيد كوران بأن سنجار كانت محلة من دهوك عندما كان دهوك قضاءً تابعاً للواء الموصل، فكل شي في ظل ظروف ديمقراطية الاحتلال والقتل والتشريد والتهجير والتغييرممكن الحدوث وليس في ذلك حرج ولا خجل.
إن نسبة اليزيديين (وهنا يسميهم يزيديين وليس الكرد الإيزيديين)، في سنجار تبلغ 90% وهنا أيضاً يريد السيد كوران تطبيق الديمقراطية بحذافيرها لانه حق مكفول في الدستور ويريد تطبيق مسالة الاستفتاء بشفافية لتعود الحقوق الى (اصحابها) ولكن على حساب اصحابها. وهو يقول بانه يجب اعطاءهم الخيار للإلتحاق بكردستان. وفي هذا الكلام فإن الخيار هو واحد فقط وهو الالتحاق بكردستان وليس الخيار فيما بين حالتين يتم اختيار احداها بمحض إرادتهم (كما هو الحال في استفتاء الرئيس القائد). ففي كلتا الحالتين عليهم أن يأخذوا الارنب، سواء كان المطلوب ارنباً أو كان المطلوب غزالاً، طبعاً حسب الدستور الديمقراطي الجديد. وأن الصحيفة المحترمة لم تأتِ إلى ذكر الإيزيديين بالمناسبة، بل قالت بأن سنجار منطقة عربية سنية وأن العشائر العربية ترفض قيام كيان كردي فيها. مما يعني بأن سنجار هي عربية سنية ولكن الآن ستكون معروفة بكرديتها وليست بعراقيتها أو إيزيديتها.
"أن الولايات المتحدة قادرة على التوسط في تحقيق بعض المصالحات والصفقات"، هنا اريد أن اشدد على ماذا يعني السيد كوران بالصفقات. فالمقصود بالموضوع كله هو عائدية سنجار إلى كردستان وتطبيق الدستور في مادته 140. وأن المعروف عن أية صفقة (أية صفقة، ومهما تكون) هو تقديم تنازلات من قبل طرف معين للطرف الآخر مقابل حصول هذا الطرف على مكسب معين. وهنا لابد من ان يقدم الاكراد بعض التنازلات للعرب وخاصة شمر ربيعة (كون جغرافيتهم تتوسط سنجار وكردستان)، مقابل الفوز بسنجار التي حسب كوران، 90% منهم يزيديون. يا للمهزلة الحقة؛ وفعلا يجب قراءة صورة الفاتحة على سنجار ما دامت تحتضن هذا البشر الخاوي بحيث يحصل العرب السنة على تنازل من الاكراد مقابل الفوز بسنجار وبدون حتى استشارة 90% من سكانها. فعلى القيادات الإيزيدية أن تجتر الفرمانات وتنسى ما يحصل اليوم من أم الفرمانات على طريقة صدام حسين. لقد بدأت فعلا أم الفرمانات بحق الإيزيدية. فالجهات المختلفة تعقد صفقات فيما بينها على حسابهم ويتاجرون بهم وهم لا يدرون بما يحصل، ولا حتى آبهين بما يجري.
يقول السيد كوران باننا يجب ان نجد حلولا لهذه المشاكل وضمان حقوق الاطراف. اتساءل هنا إذا وجد السيد كوران الحلول لهذه المشاكل، وهو الفوز بسنجار طبعاً، وان حقوق الاطراف هي ما للأكراد وكذلك ما للعرب كأطراف مشاركة في عملية الصفقة. فما هي حقوق ال90% من سكان سنجار؟ يمكن هنا يقول سيادته بأن مجرد انضمام سنجار إلى كردستان، فهذا يعد شرفاً كبيراً للإيزيديين بأنهم فازوا بهذا المكسب العظيم لأنه سنسميهم بعدئذٍ بالكرد الإيزيديين بجدية وهم بذلك قد ينالون شرف استحقاق وسام كردستان. وكأن عشائر الكوران هم الذين رووا سنجار بدمائهم في فترات الغزو الهمجي من أجداده على سكانها من الإيزيديين. وقد يقول قائل، و ماذا يريد الإيزيديون اكثر من هذا الاستحقاق؟ فلعمري، إن السياسي الكردي محق في طرحه هذا. ثم يستطرد مع الصحيفة ليقول بأنه "يجب ان لا نكون خائفين"، وهو يعرف بالقطع بأنه سيعقد الصفقة ومن دون ان يعلم به اي شخص من 90% من سكان سنجار، فلماذا ومِن مَن يخاف؟ لأن الديمقراطية الجديدة هي تاتي مسلفنة حسب الفصال الجديد بالمطالب على المقاييس التي دمرها صدام حسين وعليهم تصحيحها. اللهم لم نقرأ ديمقراطية بهذا الحجم من الشفافية والمطاطية في عصور عاشتها الانسانية على مر التاريخ. إن سنجار التي فيها 90% يزيديين حسب كوران فيها السلك الوظيفي هو كالاتي: مدير الامن ومدير الاستخبارات والمخابرات والشرطة والبلدية والمال والزراعة والسايلو ورئيس المجلس البلدي والمسئول الحزبي ومديرو المدارس والثانويات ومدير الجنسية والسجل المدني، جميعهم من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن المسلمين عدا القائممقام الذي يحمل من اليزيدية الاسم مع الاسف. ولكي يكون الاخوة في المهجر على اطلاع بما يحصل في سنجار: فعندما توفي مدير بلدية سنجار، وكان مسلماً كردياً من أهالي سنجار سابقا، قبل عامين. جرت انتخابات، ولا نقول ديمقراطية، لاختيار رئيساً للبلدية وفاز بها المهندس الاقدم في بلدية سنجار (إيزيدين خلف نمر) من مجمع تل قصب الذي يحوي في بطون أزقته على 23 مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو أحد منتسبيها بالطبع. ولكن تم تعيين خريج معهد من دهوك واستبعدوا المسكين لكونه إيزيدي وأسمه إيزدين وليلعبوا بتغيير ديموغرافية سنجار من الاساس. فالتغيير الديموغرافي الذي حصل في سنجار خلال الفترة ما بعد السقوط، لم يحصل على مدار فترة حزب البعث باكملها. فبهذه الديمقراطية والروحية (الشفافة)، تصير الامور في سنجار وفي الاخير سيطبق عليها نظام الصفقات ولا يعلم بها سوى 10% العشرة بالمئة الباقي من سكان سنجار ومن التجار الذين أثروا بعشرا المئات من الملايين من وراء دم الابرياء في تل عزير وسيباية الشيخ خضر. فإذا كان كل هذا يحصل قبل الانضمام، فماذا تتوقعون منها عندما تنظم؟ أليس من حق ال 90% من إيزيديي سنجار المطالبة بالضمانات من العشرة بالمئة الباقية حسب القيم الديمقراطية الجديدة؟ لا أعلم متى يصحو البشر وبأي منشط يجب ان يحقن لكي يفهم اللعبة.
إذن في كردستان لا ذكر للإيزيديين إلاّ تحت مسمى الكرد فقط، وفي الموصل يسمون باليزيديين، أما في باقي العراق والعالم، فهم الكورد الإيزيديين. لاحظوا ما يتضمن هذا الكلام من تغيير في قيمة إنسانيتنا من خلال التعامل والتلاعب بنا حسب ما تقتضيه مصالح الاخرين عرباً كانوا أم كرداً. فكنا سابقا عرب من لب قريش، والآن أصل الأكراد ولكن عندما كانت الامور لصالح الاكراد كنا نحاسب كعرب والان عندما يفيدنا عمل معين فإنه مشكوك في كرديتنا وعلينا تصحيح سلوكنا لكي نقبل في الكردياتي بحيث لا نتكلم بالسياسة ولا بالمجتمع المدني ولا بالحقوق، ولكن لابد من القيام بواجبنا على افضل وجه لاننا الاصل، وعلى الاصل ان يكون من اول المضحين وأن لا يفكر بالإستفادة. يا بلاش.
لنقارن ما حصل للإيزيدية في سنجار بما كان في زمن النظام السابق.
فالمجمعات السكنية التي كانت ولا تزال المادة الإعلامية الدسمة لكل من اراد المطالبة-المتاجرة (بحقوق الإيزيدية)، هي هي ولم تتغير أحوالها قيد انمله نحو التحسن الايجابي من حيث تقديم الخدمات سوى في مزيد من كوم التراب والعزلة والعيش بخوف. بل بالعكس تدنت كافة الخدمات بشكل مثير قياسا بما كانت في السابق من حيث التعليم والصحة والماء والمواصلات والأمن. اللهم إلا في عدد المقرات الحزبية (أو كما يسمونها بالدكاكين)، لأنه كان في السابق مقر واحد لحزب البعث في كل قرية ولكن الآن في تل قصب وحده 23 مقر حزب للديمقراطي وعدة مقرات للإتحاد الكردستاني وعدة مقرات للحركة الإيزيدية، وقس على ذلك بقية القرى.
الاراضي التي كانت بيد عشيرة الصديد والتي كانت هي الاخرى تعد من المواد الدسمة للمتاجرة إعلامياً لكل من اراد المزايدة بموضوع الإيزيديين لصالحه، ويقول بأن العشائر العربية قد استولت على الاراضي الزراعية للمساكين الإيزيدية، فهي لازالت بيدهم بعد خمس سنوات (من التحرير الدموي). وقد زيدت عليها في الاقتطاع من مناطق اخرى من ناحية تل عزير ومجمع سيباية الشيخ خضر وكرزرك وكوجو وتل بنات وتل قصب نتيجة تهجير الإيزيديين منها بسبب الوضع الامني الذي تم خلقه على انقاض الاخطاء التي اقترفتها الاحزاب الكردية في المنطقة عمداً. وفي تصوري إذا ما اصبحت مناطق الإيزيدية ضمن الاقليم، فإنه سيتم اقتطاع تلك الاراضي وتعطي مكرمة لنفس العشيرة مقابل صفقة أخرى لا يعلم عنها المساكين ال 90%، أو قد تقتطع وتصبح ضمن قضاء البعاج لكي تبقى في ذمة الجماعة لانهم يستغلوها زراعيا بطريقة افضل من الإيزيديين كونهم يديرونها زراعياً بالكونترول من الخليج. في حين أن القرى الكردية التي تقع في العمق العربي من المسلمين الاكراد لم تتعرض إلى أي شي مما تعرض له الإيزيديون من تهجير أو هجوم، لأننا أصلهم ويجب على العرب قلع (الأصل) من الأصل، لكي لا ينمو التطرف وخطر الإرهاب الإيزيدي على المنطقة في المستقبل لتعيش في سلام ووئام.
إن اسم قرى؛ تل عزير وتل بنات وتل ساقي وعين غزال وتل ملح وتل بهلول وغيرها، هي اسماء أماكن من العهد الملكي وليس من صنع صدام حسين لكي يقال بأن يد العروبة طالتها وانها تعربت في زمن صدام حسين ولكنها الآن تكّرد لانها تحمل أسماء عربية، نعم اسماء المجمعات يجب أن تتغير. في حين بقت سميل ودهوك والسليمانية وصلاح الدين وزاخو وحلبجة وسرسنك والعمادية وعقرة على شاكلتها. فحتى مع العدو، يجب ان يتحلى الانسان بالاخلاق لكي يحترم.
من دون بقية مكونات الشعب العراقي، تحددت حركتهم في حدود لا تتعدى الحدود البلدية لكل منطقة يسكنها الإيزيديين. وبذلك ظهر تأثيرها السلبي بشكل بالغ على حالات الطواريء والتحاق الطلبة بجامعاتهم وحرمان البقية من خريجي عام 2007 من الالتحاق بالدراسة. إضافةً إلى عدم امكانية بيع المنتوجات الزراعية وتنظيم الوثائق الرسمية وزيادة الفقر والتخلف ونمو دور السماسرة وزيادة هجرة الكفاءات ونمو التطرف والجريمة المنظمة ومزيد من التقوقع والدوران في محيط ضيق مما شجع من الفساد الاجتماعي والبطالة والسرقات وفتك الامراض وما إلى غير ذلك من المشاكل التي ترتبت على هذا الخنق المختلق.
أما لماذا حصلت كارثة تل عزير وسيباية الشيخ خضر؟ فلو تجمع كل الاسقام التي خلقها صدام حسين ونظامه على طول فترة حكمه الدكتاتوري، فإنها لم تصل إلى هذه الدرجة من المأساة الانسانية التي عانى منها المجتمع الإيزيدي بسبب الهول الذي أحدثته تلك الحادثة المشئومة والمستنكرة إنسانياً لما زهقت من ارواح ابرياء وتدمير للبنية التحتية التي كانت محصلة عشرات السنين من الجهد والكد اليومي لمجتمع فقير وراضي بما هو فيه. وقد احصينا عدد المحلات التجارية المدمرة في تل عزير وحدها 147 محل تجاري بما قيمته 9 مليار دينار عراقي ماعدا أكثر من 600 من البيوت المهدمة وعشرات السيارات المدمرة وأكثر من 350 شهيد و500 جريح وأكثر من 350 يتيم وعشرات الارامل وتأخير الدراسة وتهجير اكثر من الف عائلة وترك الاراضي الزراعية والقرى وعشرات الابار الارتوازية مع زيادة العداوة واستفحالها. فهل تستوجب كردية الإيزيديين خلق كل هذه العداوة مع الجيران الذين لهم معهم تاريخ يمتد لمئات السنين، مهما كانت، بمجرد تغيير نظام سياسي وتبديله بآخر لا يبدو عليه بأنه أفضل من سابقه؟ وهل من السهولة المطالبة بالحقوق الإدارية من خلال خلق العداوات فيما بين الجيران المتعايشين؟ أليس كان النظام السابق يسلك نفس السلوك ووقع فيما وقع فيه وانتهى كل شي في ظرف ساعات؟ أليس كل الذي حصل كان بسبب الوجود الكردي في المنطقة؟ إذن ما هو فضل السياسة الكردية على الإيزيديين؟ وفي نظري فإن موضوع الإيزيدية هو مايشبه إلى حد بعيد ما خلقته أمريكا في العراق عندما قال بوش في خطابه بمناسبة مرور خمسة سنوات على الحرب بقوله بأننا ابعدنا خطر الارهاب عن أمريكا بمقاتلتهم في العراق، وان الشعب الامريكي الآن أكثر أمنا. ولكن الحصيلة الواضحة لوضع الإيزيديين، طبعاً ليس للكل، لحد الآن هي زيادة المتاجرة بتلك الكارثة واستغلالها لغير صالح الضحايا واستقرار وأعمار في كردستان اكثر يقابله المزيد من التدهور في الوضع الإيزيدي. صحيح قام بها مجرمين وارهابيين من العرب، ولكن لماذا حدثت في هذا الوقت بالذات؟ وما هي الاسباب التي دعت الى وقوعها؟ وكيف استثمرت؟ أي إننا دوماً نتعامل مع النتائج من دون أخذ الاسباب بالاعتبار.
هذه الاوضاع الشاذة جعلت من الإيزيديين هدفاً سهلا لكل من له مصلحة سياسية كانت أم دينية أم حتى اقتصادية. ولهذا تراكمت الاثقال على رأس هؤلاء النفر بما لا يستطيعون حمله وهم غافلون، مع الاسف، بما يحصل لهم من تدمير لمستقبل أمنهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
تخريب البنية الاجتماعية للمجتمع بحيث رجع به إلى سبعينات القرن الماضي من حيث البلاغات الكاذبة وكتابة التقارير والتهم الكيدية وشراء الذمم وتفضيل البعض على البعض الآخر وتقريب من كان سابقاً محسوباً على الجهات الامنية على حساب المضحين، وما يترتب على كل ذلك من مشاكل القتل والخلافات الاجتماعية ونمو التطرف بهدف الثأر من (الخصم المفتعل).
كما في السابق، لم يكن باستطاعة اية جهة ما لم تكن مرتبط باحد الحزبين الكرديين من تشكيل منظمة مجتمع مدني مهما كانت اهدافها حتى ولو كانت للأيتام أو الأرامل. لانه ابسط ما تتهم به هو انه بعد كذا سنة ستتحول هذه المنظمة إلى حزب سياسي وهو محظور على الإيزيديين كردياً، لانه لا يجوز لهم ان يروا النور إلا من خلال الثقب الذي يفتحونه بارادتهم لكي لا يخرجوا عن المسار المرسوم أو في ابسط التهم يقال بأنها قد تتعاون مع المخربين. فيجب ان يكون الحزب الإيزيدي او ان تكون تلك المنظمة لصاحبها الحزب الديمقراطي الكردستاني او الاتحاد الوطني الكردستاني وإلا تعتبر منظمة ارهابية وتتعاون مع العرب السنة في أهون الاحوال.
وأيضاً كما في ايام النظام السابق فإن المعيشة والوظيفة مرتبطتان بالسلامة الفكرية وعبر مرشحات بعض الذين كانوا محسوبين على السرايا والمتعاونين مع الجهات الامنية. أي إنه لا يتم تعيين اي شخص ومهما كانت الوظيفة ما لم تمر المعاملة بمرشح السلامة الفكرية وتزكيه من مقر الحزب القائد أو مركز لالش المقدس على الاقل أو الجهات الامنية. لأن الجميع في سنجار تدعي اليوم بأنهم كانوا ضمن خلايا النضال السري للأحزاب الكردية. ولكن بعد السقوط تهيأت لهم الفرصة لكي يعبروا عن معنى النضال الذي كانوا عليه قبل السقوط. فوالله، أعرف من منهم الآن في مواقع قيادية في سنجار وجاءوا بتقارير تؤيد انهم كانوا في احد الحزبين الكرديين منذ أكثر من 15 سنة، ولم يكونوا ساعة واحدة في حياتهم في اي من الحزبين، ناهيك عن الذين كانوا ضمن الامن والمخبرين والمحكومين بالاعدام بتهم السرقات والتزوير والغش وغيرهم وهم على رأس السلطة، فكيف لنا أن نتصور بان مثل هذا الانسان سيخدم وهو يعلم بأنه مسنود من الحزب أو الآمن في ظل غياب القانون والامن؟ وكيف يمكنني قبلوله قائداً يقودني وأنا على علم بكل ماضيه الأسود؟ هذا هو جزء يسير من سنجار ما بعد السقوط ناهيك عن تزوير الانتخابات والاعتقالات العشوائية بدون محاكمة ومنع مظاهر العمل السلمي والديمقراطي إلاّ في حدود مصالح الاحزاب من مظاهرات أو احتجاج على سوء المعاملة أو المداهمات بدون سابق انذار أو حالات الفساد وما إلى غير ذلك. لقد تم تأخير نشر هذا المقال بسبب ظروف أمنية حصلت لعائلتي في سنجار. ومن الله التوفيق.


علي سيدو رشو
ناشط في مجال حقوق الانسان والمجتمع المدني
الجامعة الامريكية بالقاهرة
في 30/3/2008

0 التعليقات: