اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو




بتاريخ 3/5/2013، زرت سمو الامير تحسين بك في مشفى النقاهة بعد خروجه من مستشفى هامبورك على أثر تعرضه لوعكة صحية بصحبة طبيب الاسنان الدكتور علي خلف الياس والسيد فلاح حسن برجس. وبعد الاطمئنان على صحته وسلامة خروجه من تلك الوعكة، رحّب سموه بزيارتنا واستفسر عن احوالنا وأحوال عوائلنا وأعمالنا واسترسل سيادته في الحديث وكأن لسان حاله ينطق بعدم الرضا عن مجريات الامور فيما يخص واقع الايزيدية الحالي من النواحي السياسية والاجتماعية والخوف من المستقبل إذا ما استمر الوضع الإيزيدي العام على ما هو عليه الان وبخاصة التغيير الديموغرافي بهذا الحجم والمنهج. فكان يبدو عليه الامتعاض مما يجري حاليا في مناطق سكنى الايزيدية واشار إلى مراحل ما جرى على مركز قضاء الشيخان من التغيير الديموغرافي حيث قال: في خمسينات القرن الماضي كانت نسبة المسلمين والمسيحيين معاً في مركز القضاء لا تزيد عن 15% ، وقد ازدادت هذه النسبة خلال حكم البعث بحيث وصلت 30% ولكنها قفزت في فترة قياسية بعد عام 2003 لتصل نسبة المسلمين لوحدهم إلى أكثر من 70% وهذا هو مثل واحد من معاناة الايزيديين بعد عام 2003.
وبعد ذلك جرى الحديث عن بعض الجوانب الاخرى من معاناة الايزيديين في بقية مناطق سكناهم؛ كحالات الانتحار في سنجار والتهميش السياسي والقتل على الهوية والاستهداف الاثني والديني والهجرة وقانون الاحوال الشخصية والتراث الديني وما إلى ذلك من تراكم المعاناة مقابل السكوت عن كل شيء وكأن الامر لا يعنينا، لا بل وكأننا كنّا نتحدث عن معاناة مجتمع مجهول ونتناقش مصيره ببعض الوعظ والارشاد. وتحدث سموه ايضا ببعض المعوقات والعراقيل التي وقفت وتقف في طريقه إلى ايجاد الحلول منها؛ الواقع السياسي العراقي والوضع الامني والتشتت الايزيدي بمختلف الاتجاهات السياسية على ضوء مصالحهم الشخصية وغيرها الكثير مما يوحي بأنه ليس لنا أي أختيار سوى الاستسلام للقدر والقبول بالأمر الواقع. وبعد إبداء الرأي من زملائي الحضور ومناقشة هذه الصعوبات التي جاءت وفرضت نفسها بقوة على الواقع الايزيدي، كان لي معه هذا الرأي:
قلت لسموه وبحضور السيدين المذكورين في بداية الحديث أن الوضع في العراق، بحسب ما يتراءى لنا، مقبل على التقسيم إلى ثلاث دويلات وأن موضوع المناطق المتنازع عليها غير محسوم وخاضع للكثير من التفاوض والمساومة بين الاطراف السياسية. كما أن 80% من الايزيديين يقطنون في تلك المناطق مما يعني أن مصيرهم لحد الان مجهول، وبدلا من أن يلعب غير الايزيديين بورقتهم لصالح مصالحهم السياسية على حساب الايزيديين، علينا استغلال الوضع وتدارك الامر قبل فوات الاوان لكي نفرض حقوقنا السياسية والقانونية حسب ما جاء في الدستور العراقي على اية جهة سننظم اليها مستقبلاً. وقلت؛ لكي نخفف عليك الامر وفي الوقت ذاته نقّوي من قوة قرارك اطرح على سموك الرأي الاتي:
أن تدعو إلى إقامة مؤتمر من 100 شخصية إيزيدية من مختلف دول اوربا وامريكا وكندا ولمدة يوم واحد فقط بحيث نطلب منهم الحضور على نفقتهم الخاصة، وسوف نتحمل أنا ومجموعة زملاء آخرين الجوانب اللوجستية من حيث التهيؤ والتمويل والحجز ومكان انعقاد المؤتمر وارسال الدعوات وما إلى ذلك. يجب أن تمثل هذه الشخصيات المختارة؛ التكنوقراط والصحفيين والكتّاب والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني ممثلة بالمراكز والجمعيات الايزيدية في المهجر والنساء والشباب الواعي ورجال الدين والقانونيين بحيث يشمل الطيف الايزيدي بكل قواه المختلفة، وفي مرحلة لاحقة القيام بنفس الفعالية لدراسة واقع الايزيديين في سوريا وتركيا وبلاد القوقاز، أو طرح معاناتهم ايضاً بالتوازي في عين الوقت. وبعد القاء كلمة في الحضور وبيان الهدف من المؤتمر، يتم تشكيل خمسة أو ستة لجان من تلك الشخصيات على أساس الكفاءة والاختصاص لتقوم كل لجنة بدراسة الواقع الايزيدي من وجهة نظرها وزاوية اختصاصها وتضعها في مجموعة نقاط. بعد فترة الاستراحة وتناول الغداء تجتمع اللجان في نقاش عام وتقوم كل لجنة بقراءة افكارها امام بقية اللجان لإغنائها بالمزيد من الافكار وتنقيحها بما يستوجب. وهكذا لحين ان تنتهي جميع تلك اللجان من قراءة ما توصلت اليه من افكار والخروج بجملة مقترحات وتوصيات عملية ومنهجية وقابلة للتحقيق والتطبيق ولا تزيد عن عشرة مقترحات محددة وواضحة الاهداف بحيث لا تدع مجالاً للتأويل أو التهرب منها أو تنصل الجهات المسئولة عنها.
بعد ذلك المؤتمر حيث قد شفيت من هذا المرض بإذن الله يا سمو الامير تحسين بك، تزور العراق حاملا معك تلك المقترحات التي توصل اليها المؤتمرون في اوربا وتقوم هناك بعمل مماثل وذلك بعقد مؤتمرآخر يضم عددا من الشخصيات الممثلة لمختلف قطاعات ومناطق الايزيديين من رجال دين وشيوخ عشائر ومثقفين وسياسيين وبرلمانيين من مجلس النواب ومجلس المحافظة وممثلي النساء والشباب والمجتمع المدني. وبعد الترحيب بهم تطرح عليهم الافكار التي حملتها من اوربا وتقول لهم: هذه هي مقترحات الايزيديين في المهجر، فماذا تقترحون لكي نضيف عليها أو نعدّلها أو نحذف منها؟ (بعد الاتصال بأصحاب الشأن في اوربا في حال حصول تغييرات). وبالتأكيد سيكون للمؤتمرين في العراق رأي في المقترحات الاوربية فيما يرونه مناسباً أكثر لكونهم يعيشون الواقع هناك بشكل يومي وميداني. وبعد الاتفاق على مجموعة معدلة من المقترحات القابلة للتطبيق الفعلي وغير قابلة للتأويل، تقوم سموك بحمل تلك المقترحات ووضعها أمام سيادة رئيس أقليم كردستان ورئيس وزراء كردستان ورئيس وزراء العراق، وتقول لهم:
إن الإيزيديين الان منتشرون في بقاع الارض وفيهم الكفاءات والسياسيين والمثقفين الذين لم يعودوا يقبلون بما يحصل وإني لم تعد لي الطاقة في السيطرة على الواقع الايزيدي أمام هذه الاعتداءات اليومية التي تتكرر على الاساس الديني والتهميش السياسي وما يحصل من انتهاك بحقهم في عموم العراق لانهم لا يقبلون بعد اليوم بهذه الاعتداءات وهم قادرون الان على القيام بالمظاهرات والاحتجاجات والاتصال بالمنظمات الدولية وحكومات بلدانهم وبالتالي يتطلب الامر النظر في مطالب الايزيديين الشرعية على اساس الدستور العراقي الجديد. وبهذا سوف يكون القرار هو قرار جماعي ويتحمل الايزيديون جميعاً مسئولية قرارهم، كما أن هذا الاجراء سيخفف عليك هذا الضغط والمسئولية التاريخية التي تقع لحد الان على كاهلك لوحدك سواء شئت أم أبيت. أتمنى من سمو الامير أن لا يضع كل الامور على الرف ويتركها للزمن. كما أتمنى من كل ايزيدي غيور أن يعلق بما يراه مناسبا من وجهة نظره سواء بالنقد أو التحليل أو الاضافة والتعديل، لأننا في وضع دقت نواقيس الخطر مرات عديدة وبفعل فاعل ولم يعد تجاهلها أمراً مقبولاً كما حدث اخيراً في انتخابات مجلس محافظة نينوى وما يتعرض له الآن ابناء جلدتنا في سوريا. فالامر لم يعد سياسياً فقط ولا قانونياً ولا اخلاقياً بقدر ما اصبح انتهاك صريح لحقوق الانسان قانونياً، لا يتحمل التجاهل لقوم بفقهون معنى الحياة ومستقبل الاجيال وبالامكان تحديد الكثير من تلك الانتهاكات بموجب القانون الدولي على أنها جينوسايد لأنها تستهدف جماعة معينة على اساس الدين والعرق. فعدد الايزيديين في ازدياد ومساحة مناطق سكناهم في تناقص مع تزايد الضغط عليه من جميع الجوانب بسبب التغيير السكاني وبذلك لم يعد امامهم سوى الهجرة إلى الخارج مقابل اية زيادة في عدد السكان.
وفي رايي فإن الواقع الإيزيدي وصل مستوى من الخطورة أكبر من مجرد التفكير في القيام بحملة لجمع كمية من المواد الغذائية أو المؤن اليومية أو عدد من البطانيات أو الخيم أو المساعدات العينية والمادية رغم أهميتها كحالة مستعجلة. وعليه، في حالة عدم استجابة سمو الامير لهذه الدعوة، أدعو مخلصاً جميع المنظمات الايزيدية من مراكز وجمعيات وبيوت ومنظمات ومواقع الكترونية بغض النظر عن خلفياتها السياسية والفكرية بالاتفاق لعقد مؤتمر في غضون ثلاثة أشهر بعيداً عن الجهوية والشخصنة للوقوف بشكل حازم على واقع الايزيديين في العالم وتقديم دراسة ميدانية واقعية إلى المجتمع الدولي مع الاستمرار في المطالبة الدورية بما يتعرض له المجتمع الايزيدي على اساس الدين لمختلف صنوف العذاب والتذويب والصهر والابادة والتطهير العرقي. 
علي سيدو رشو
20/8/2013      

0 التعليقات: